ثم دخلت السنة الخامسة عشرة .
فتح القادسية
فلما انحسر الشتاء سار سعد إلى القادسية ، وكتب إلى عمر يستمده . فبعث إليه المغيرة بن شعبة ، في جيش من أهل المدينة . وكتب إلى أبي عبيدة أن يمده بألف .
وسمع بذلك رستم بن الفرخذان . فخرج بنفسه في مائة وعشرين ألفا ، سوى التبع والرقيق حتى نزل القادسية . وبينه وبين المسلمين جسر القادسية ، وقيل كانوا ثلاثمائة ألف ومعهم ثلاثة وثلاثون فيلا . واجتمع المسلمون حتى صاروا ثلاثين ألفا . فكانت وقعة القادسية المشهورة التي نصر الله فيها المسلمين . وهزم المشركين .
فلما هزم الله الفرس ، كتب عمر إلى سعد " أن أعد للمسلمين دار هجرة . وإنه لا يصلح للعرب إلا حيث يصلح للبعير والشاء وفي منابت العشب . فانظر فلاة إلى جانب بحر " .
فبعث سعد عثمان بن حنيف فارتاد لهم موضع الكوفة اليوم فنزلها سعد بالناس . ثم كتب عمر إلى سعد " أن ابعث إلى أرض الهند - يريد البصرة - جندا فلينزلوها " . فبعث إليها عتبة بن غزوان في ثلاثمائة رجل حتى نزلوها . وهو الذي بصر البصرة .
وفي هذه السنة كانت وقعة اليرموك المشهورة بالشام .
وخرج عمر إلى الشام ، ونزل الجابية . فصالح نصارى بيت المقدس - وكانوا قد أبوا أن يجيبوا إلى الصلح مع أبي عبيدة حتى يكون عمر يعقدون الصلح معه - فصالحهم . واشترط عليهم إجلاء الروم إلى ثلاث . واجتمع إليه أمراء الأجناد .
فلما رجع إلى المدينة وضع الديوان . فأعطى العطايا على مقدار السابقة . فبدأ بالعباس حرمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم بالأقرب فالأقرب .